كتاب “رد أديب” آخر ما كتب اﻷستاذ المدني فيما أعلم وهو كتاب جليل رد فيه صاحبه على من هاجموه ظلما وعدوانا وهو في آخر حياته، وحملوا عليه في هجومهم حملة لم أقرأ فيما قرأت مثلها في قبحها. مع أن المدني رحمه الله كانت حياته حياة عامرة بجلائل اﻷعمال وبآيات باهرة من اﻹيمان الصحيح ومن الوطنية الصادقة ومن اﻹخلاص للأمة والعمل فيما ينفعها.
ولم تتورع تلك الحملة اﻵثمة عن أي نوع من أنواع التضليل والتغليط -تضليل وتغليط القراء في شأن توفيق- ولم تتحرج من استعمال أي أسلوب من أساليب التكذيب والتسفيه ولجأت إلى التدليس والاختلاق للوصول إلى بغيتها: إسقاط توفيق المدني. وصفوا المدني بالعاجز، بالخائن، بالسارق، بالمتعامل مع العدو، بالمرتد والقائمة أطول بكثير وما ذاك إلا ﻷن المدني تبنى فكرة تأسيس جمعية العلماء وتحرير قانونها اﻷساسي وتبنى أيضا الكلمة الصريحة القوية المنشورة في الشهاب.
والذين تولوا كبر تلك الحملة اﻵثمة أصدروا في آخرها كتابا كان باكورة ظلمهم تبناه اﻷستاذ محمد الطاهر فضلاء، اشترك فيه هو والشيخ محمد صالح رمضان والشيخ علي مرحوم وجروا معهم إلى حد ما الشيخ بوكوشة والشيخ العباس بن الشيخ الحسين وربما الشيخ خير الدين ونسبوا إلى عظماء اﻷمة أقوالا مكذوبة بلا شك إذ هي تتنافى مع اﻷقوال المثبتة في هذا الموقع بأقلام أصحابها في رسائلهم إلى توفيق.
وكتاب اﻷستاذ فضلاء المردود عليه عنوانه : “التحريف والتزييف في كتاب حياة كفاح”
سألت عنه خالتي يوما: أتعرفين اﻷستاذ محمد الطاهر فضلاء؟ أجابتني: نعم وكتابه هو الذي قتل أبي.
أخذت يومها في البحث عن أدلة أرد بها ذلك البغي والعدوان وعملت على كتاب أرد به على اﻷستاذ فضلاء ومن شايعه قرابة الثمان سنوات متقطعة ولما أوشكت عن إنهاءه، إذا بخالي محمد إسلام يأذن بطبع سلسلة كتب أبيه ويخرج ضمنها كتاب رد أديب الذي لم يكن لي به علم.
قرأت الكتاب وحمدت الله على ما فيه وتركت خلفي جهد سنين مضنية ذهب سدا إذ أن بعض اﻷدلة التي بحثت عنها طويلا إذ لم أكن أعلم وجودها أو أن الوصول إليها كان متعسرا علي وجدتها مبثوثة في كتاب رد أديب.
المهم كما يقول توفيق وهو يتكلم عن كلمته الصريحة : “و سواءا نسبت هذه الكلمة إلي أو إلى غيري، الذي يهمني أن كلمة الحق جابهت كلمة الباطل ودحضتها.” أو نحو هذا الكلام.
تنبيه: في آخر صفحة من المقدمة تاريخ أكتوبر 1982. والمدني لم يمت إلا في أكتوبر 1983.
سألت يوما خالي عن سبب عدم ظهور الكتاب إلا في 2008 ؟
فأجابني: “إن ولدي كان قد قدم الكتاب إلى المؤسسة الوطنية للكتاب التي أرجعته له بعد زمن بزعم أن هذا الخلاف لا يهم القراء…
وهكذا عملت أيدي خفية على منعه من الصدور.
أما خالي فبقي ينتظر كما قال لي هو “الفرصة المواتية…”
وهاكم اﻵن رابطين لتحميل الكتاب وهو مصور من اﻷصل الذي كان يعتزم الجد الكريم رحمه الله دفعه للمطبعة. ويبقى منه قسم الخاص بالوثائق سأضيفه لاحقا إن شاء الله.